Monday, June 20, 2011

عرض مسرحية (أنا وزوجتي وأوباما)

     في جو  لا يخلو  من الكوميديا والاستعراض الأقرب إلى العروض الجماهيرية، قدم مسرح دبي عرض مسرحية (أنا وزوجتي وأوباما) من  تأليف الإعلامي الفنان مرعي الحليان وإخراج أحمد الأنصاري.  ويعتبر هذا النوع من العروض السائدة في المناسبات والمهرجانات التجارية والسياحية، التي  عادة تكون مفتوحة لأكبر عدد من النظارة.

وعلى الرغم من شعبية العروض التجارية، التي تحظى بإقبال جماهيري واسع، إلا أن النقاد والمنظرين المسرحيين، ينظرون بقلق إلى هذه النوعية من العروض ، نتيجة تركيزها على الترفية والتسلية بالدرجة الأولى، حيث أنها غالبًا ما تعتمد على الاستعراض والغناء ويبرز النجم أو بطل العرض ، في حين يضعف الحدث فيها.

وفي هذا العرض وفق المؤلف في تقديم موضوع غاية في الأهمية، وهو موضوع العولمة الثقافية أو ما يطلق عليه البعض الغزو الثقافي- إذا صح التعبير-  وتبيان أثره السلبي على الأسرة، بفعل الزحف المدني على المجتمعات الخليجية، بعد الثورة النفطية والرفاهية التي رافقت الناس. وذلك من خلال تسليط الضوء على  فكرة التفكك الأسري في الأسرة  الناتج عن  انشغال الوالدين...مما جعل واقع الأبناء مشتتا، نتيجة الاحتكاك بثقافة الآخر القادمة إليه من منافذ متعددة مثل التعليم - وفق معطيات الثقافة الغربية- وتأثير تقنيات الاتصال الأخرى مثل الهاتف والانترنت. إلى جانب تأثر الأبناء  بالخادمة والسائق .. جميع ذلك ساهم  في ضياع ثقافة الأبناء وذوبان هويتهم، لأنهم أصبحوا مجرد أصداء لثقافة  الآخر، التي لا تتعدى الأخذ بالقشور من خلال التركيز على الشكليات، في حين ضاع الجوهر الذي يتمثل في القيم الأصيلة النابعة من المجتمع نفسه.



وهكذا يتضح أن هذا  العرض موضوعه اجتماعي يتحدث عن المتغيرات الثقافية والاجتماعية على واقعنا الخليجي، إلا أن المؤلف أصر على أن يحلق به بعيدا، متخذًا من تأثير الثقافة الغربية على الأبناء ثغرة، لتوضيح  فكرة  تأثير الثقافة الأمريكية على سلوكيات الأسرة الخليجية .
كما تمادى الحليان في استغلال تلك الثغرة ، عندما  استدعى " اوباما" عبر  مكالمة هاتفية لتفسير وحل ما يدور في أسرته، ولكن يبدو أن خياله كان جامحًا، عندما انفصل عن موضوع العرض- الذي يتحدث عن بهتان العلاقات الأسرية في الحياة الاجتماعية المعاصرة- ليسأل  "اوباما" عن رأيه في  القضايا الشرق الأوسطية...وهذا بدوره أثقل كاهل هذا العمل الاجتماعي وحمله أكثر من طاقته، نظرا لكونه ذا طابع كوميدي خفيف، لذا فإنه  من الصعوبة بمكان، أن يتضمن القضايا السياسية التي تتحدث عن السلام في الشرق الأوسط...

إلا أنه يجب الاعتراف،  أن  طلب رب الأسرة من "اوباما" التدخل في شؤون أسرته، أضفى عليه نوع من الكوميديا، وجعل المشاهد يعيش دوامة من المواقف الكوميدية الساخرة، التي تتقارب مع  الواقع العربي الراهن، الذي  يشهد موجة من التدخلات  الغربية في تحديد مصيره ، في ضوء الأحداث والمتغيرات السياسية على مستوى المنطقة  العربية .


تميز هذا العمل بأنه عرضًا جماهيريًّا قائم على صناعة النجوم، من أجل تحقيق أعلى عائدات  شباك تذاكر، وقد لاقى إقبالا من الجمهور الذي كان يصفق له طيلة ساعة ونصف ...شارك في هذا العرض مجموعة من النجوم الإماراتيين أمثال: أشجان وجمال السميطي وسالم العيان وماجد الصوري  وناجي جمعة ونيفين ماضي  ونصرة المعمري وصوفيا .



No comments:

Post a Comment