Thursday, June 16, 2011

رغم أنها حية فإنها تافهة

عزة القصابي من موقع مسرحيون

عرض يعزف على حداد مأساوية القضايا الاجتماعية المعاصرة
 عندما يشيخ الآباء ولا يجدون العون من أبنائهم، فإنها يعيشون مرارة الحياة، حيث يشعرون  بالقلق والخوف من هجران الأبناء لهم، الذين ينتظرون مواراة جثمانهم يوما ما، لكي يقتسموا الميراث، هذا ما عانته عائلة  (صنم)، عندما دخل  الأخوة في صراع من أجل اقتسام المنزل، وذلك  في  المسرحية الإيرانية (رغم أنها حية فإنها تافهة) للمؤلف حميد أزرونق والمخرج نيما دقان.
والتي  قدمت في قاعة (الفن الرابع)  خلال فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الرابعة عشرة تحت شعار ” مسرح بلا حدود”،  بغية اختراق الحدود الثقافية والجغرافية و دعوة العديد من الدول العربية والشرق أوسطية والأفريقية والأوروبية، لصنع تظاهرة فنية قوامها الإنسان الفنان أينما كان.
     ينتمي عرض مسرحية (رغم أنها حية فإنها تافهة) إلى المسرح التقليدي التجاري، والذي  تضمن سبعة عشر فصلا، تسرد تفاصيل النص المهمة، بصورة بسيطة معتمدا على (الفلاش باك) بغية الإجابة على سؤال، ماذا حدث بعد وفاة الأم؟ …حيث يتم استرجاع الأحداث بصورة ارتجالية بسيطة، تصور (روح الأم) ، وهي تردد بين زوايا المنزل وتلتقي بابنتها (صنم) . ويتم تصوير هذا المشهد عن طريق استغلال عمق المسرح، الذي يبدو في مستوى أعلى  من الخشبة. بينما تتدلى ” ستارة بيضاء”  رقيقة، بغية إظهار مشهد الأم وابنتها بصورة “هلامية غير واضحة” . كما يتخلل (شبح الأم)  أثناء حديث الأخوة بطريقة لا يشعرون من خلالها بوجودها. وهذه مفارقة تجعل المشاهد لا يعرف ما إذا كانت الأم حية أم أنها مجرد شبح!..  خاصة في المشاهد الأولى من العرض، التي تدخل شخصية الأم فيها وتجلس بين أبنائها الذين يتنازعون على التركة.  وتستمر الأحداث في سرد تفاصيل موت الأم نتيجة الجرعات  الزائدة من الدواء على يد أحد أبنائها.
ويظهر في الأحداث “الصراع التقليدي”  الذي يتمثل في الصراع بين الخير والشر، وذلك عندما يعامل الأبناء الأم بقسوة ويرغبون في أخذها إلى دار المسنين، فتعيش معاناة الوحدة والشعور بالغربة وعقوق الأبناء لها. كما  تعاني (صنم) الأخت الصغرى من الصراع مع ذاتها ومع الآخر، خاصة عندما  تخبر أخاها(مرتضى) بأن أمها حية، فلا يصدقها أحد !!
وتدور رحى الصراع الدرامي بفعل عراك الأبناء من أجل الميراث، حيث يدور جدلا عنيف بينهم حول من هو الأحق بالتركة! ….وهكذا يستمر صراع الأخوة والشقاق بينهم، بينما الشخصيات الأخرى تظل تسرد أقوالها في تتابع قصصي، نكتشف  من خلاله أبعاد هذه الشخصيات.  بينما ظل الأداء التمثيلي على مستوى واحد، مما جعل إيقاع العرض يسير على ببطء يبعث على الملل، وهذا بدوره جعل بعض المشاهدين يتركون مقاعدهم، وقد يكون ذلك لسببين مهمين، هما:
  أولا:  لصعوبة اللغة التي تتحدث بها الشخصيات، حيث كانت تتحدث الفارسية بينما جل الجمهور الحاضرين من العرب. ثانيا: لأن العروض الأجنبية السابقة التي قدمت في هذا المهرجان اعتمدت على الأداء الاستعراضي واللغة الجسدية، مما جعل اللغة المنطوقة تأتي في المرتبة الثانية، في حين هذا العرض اعتمد على الحوار السردي، فكانت المهمة أصعب في التواصل مع المنصة!
(رغم أنها حية فإنها تافهة) عرض يعزف على حداد
مأساوية القضايا الاجتماعية المعاصرة
عندما يشيخ الآباء ولا يجدون العون من أبنائهم، فإنها يعيشون مرارة الحياة، حيث يشعرون بالقلق والخوف من هجران الأبناء لهم، الذين ينتظرون مواراة جثمانهم يوما ما، لكي يقتسموا الميراث، هذا ما عانته عائلة (صنم)، عندما دخل الأخوة في صراع من أجل اقتسام المنزل، وذلك في المسرحية الإيرانية (رغم أنها حية فإنها تافهة) للمؤلف حميد أزرونق والمخرج نيما دقان.
والتي قدمت في قاعة (الفن الرابع) خلال فعاليات أيام قرطاج المسرحية في دورتها الرابعة عشرة تحت شعار ” مسرح بلا حدود”، بغية اختراق الحدود الثقافية والجغرافية و دعوة العديد من الدول العربية والشرق أوسطية والأفريقية والأوروبية، لصنع تظاهرة فنية قوامها الإنسان الفنان أينما كان.
ينتمي عرض مسرحية (رغم أنها حية فإنها تافهة) إلى المسرح التقليدي التجاري، والذي تضمن سبعة عشر فصلا، تسرد تفاصيل النص المهمة، بصورة بسيطة معتمدا على (الفلاش باك) بغية الإجابة على سؤال، ماذا حدث بعد وفاة الأم؟ …حيث يتم استرجاع الأحداث بصورة ارتجالية بسيطة، تصور (روح الأم) ، وهي تردد بين زوايا المنزل وتلتقي بابنتها (صنم) . ويتم تصوير هذا المشهد عن طريق استغلال عمق المسرح، الذي يبدو في مستوى أعلى من الخشبة. بينما تتدلى ” ستارة بيضاء” رقيقة، بغية إظهار مشهد الأم وابنتها بصورة “هلامية غير واضحة” . كما يتخلل (شبح الأم) أثناء حديث الأخوة بطريقة لا يشعرون من خلالها بوجودها. وهذه مفارقة تجعل المشاهد لا يعرف ما إذا كانت الأم حية أم أنها مجرد شبح!.. خاصة في المشاهد الأولى من العرض، التي تدخل شخصية الأم فيها وتجلس بين أبنائها الذين يتنازعون على التركة. وتستمر الأحداث في سرد تفاصيل موت الأم نتيجة الجرعات الزائدة من الدواء على يد أحد أبنائها.
ويظهر في الأحداث “الصراع التقليدي” الذي يتمثل في الصراع بين الخير والشر، وذلك عندما يعامل الأبناء الأم بقسوة ويرغبون في أخذها إلى دار المسنين، فتعيش معاناة الوحدة والشعور بالغربة وعقوق الأبناء لها. كما تعاني (صنم) الأخت الصغرى من الصراع مع ذاتها ومع الآخر، خاصة عندما تخبر أخاها(مرتضى) بأن أمها حية، فلا يصدقها أحد !!
وتدور رحى الصراع الدرامي بفعل عراك الأبناء من أجل الميراث، حيث يدور جدلا عنيف بينهم حول من هو الأحق بالتركة! ….وهكذا يستمر صراع الأخوة والشقاق بينهم، بينما الشخصيات الأخرى تظل تسرد أقوالها في تتابع قصصي، نكتشف من خلاله أبعاد هذه الشخصيات. بينما ظل الأداء التمثيلي على مستوى واحد، مما جعل إيقاع العرض يسير على ببطء يبعث على الملل، وهذا بدوره جعل بعض المشاهدين يتركون مقاعدهم، وقد يكون ذلك لسببين مهمين، هما:
أولا: لصعوبة اللغة التي تتحدث بها الشخصيات، حيث كانت تتحدث الفارسية بينما جل الجمهور الحاضرين من العرب. ثانيا: لأن العروض الأجنبية السابقة التي قدمت في هذا المهرجان اعتمدت على الأداء الاستعراضي واللغة الجسدية، مما جعل اللغة المنطوقة تأتي في المرتبة الثانية، في حين هذا العرض اعتمد على الحوار السردي، فكانت المهمة أصعب في التواصل مع المنصة!
بالنسبة لـ(السينوغرافيا) المستخدمة في العرض فقد جاءت بسيطة. حيث كان الديكور عبارة عن مقاعد للجلوس وستائر بيضاء يتم تحريكها من الكواليس بصورة يدوية، بشكل مستمر يتلاءم مع طبيعة المشاهد. أما الإضاءة فكانت ثابتة، باستثناء المشهد الذي يظهر شبح الأم فيه. مع استخدام الموسيقى التصويرية المستوحاة من التراث الإيراني القديم، بالإضافة إلى الموسيقى الحديثة التي تناغمت مع طبيعة الحدث الدرامي التراجيدي، علما بأن العرض غلب عليه الأداء التقليدي، الذي هو من بطولة عدد من الفنانين الإيرانيين: الفنان حميد ريزا والفنانة شهرام دوست، والفنان علي ريزا والفنان محمدي مقدمي والفنانة ربيا إلمي .

No comments:

Post a Comment