Monday, June 20, 2011

( الليدي مكبث) في ضيافة المسرح الصيني

  بالرغم من أن عرض ( الليدي مكبث) - الذي أعده (إكسو فين) وأخرجه (تيان مانشا) لفرقة (أوبرا سيشوان شنجدو) ببلدية شانجو الصينية- ينتمي إلى حقبة العصر الإليزابيثي لعملاق المسرح الانجليزي وليم شكسبير، إلا أن التجربة المسرحية الصينية، كانت لها وهجها الشرق آسيوي الذي يميل إلى الصفرة، من خلال تجربتها المسرحية التي قدمتها  حسب قواعد وأصول المسرح الصيني الذي طاول سور الصين العظيم.

بلا شك كان المشاهد يتوقع أن يقدم له عرضًا لا يختلف عن المسرح  الشكسبيري، إلا أن العرض الصيني جرد الخشبة من الديكورات المعتادة، واعتمد على الرمز في التعبير عن مفرداته، حيث كشف عن خشبة عارية لا توجد بها إلا ستارة سوداء، في حين اقترب من تقاليد المسرح الصيني. ويُعد المسرح في الصين إحدى عناصر الثقافة الصينية،  ومنذ المراحل المبكرة قدمت الأوبرات التراثية عليه التي تعبِّر في كل أقليم عن حياته المحلية، مما ساعد على اكتظاظ المسارح في احتفالات أعياد السنة الجديدة بكافة فئات الجمهور. ونشطت الحركة المسرحية  نتيجة نشاط  الكثير من  الفرق المسرحية للهواة  والتي قدمت عروضًا ارتجالية على غرار المسارح العصرية، الأمر الذي ساعد على تحريك الراكد في المسرح الصيني الحديث.

وفي هذا العرض ظهرت شخصية (الليدي مكبث) التي تعتبر الشخصية الرئيسية التي تدفع الحدث  الدرامي،  وهي ترتدي ملابس صينية ملكية، بالإضافة إلى كرسي العرش الذي كان يتوسط الخشبة، كما تخلل العرض بعض قطع الديكور الرمزية، حيث رمز (كرسي العرش) إلى (السُلطة). و ظهرت بعض الأدوات التي برغم حصرها في شيء بعينه، إلا أنها تفي بالغرض الرمزي للتعبير عن مدلولاتها المتعددة، والتي شملت الأزياء التي كانت ترتديها الشخصيات، وهي أزياء صينية تقليدية كما هو الحال لدى ماكبث، في حين أن زوجها كان يظهر بزي الفرسان ، أما  (الحاشية) التي كانت تخدم الملك والملكة فقد ارتدت ملابس بسيطة. كما عكست الأزياء  طبيعة الشخصيات، حيث  كان الرجل الذي  يسلم الملكة السيف الذي ستقتل به الملك ليصبح زوجها ملكا.. يرتدي معطفا أسود اللون، تعبيرا عن المواقف الصعبة .

وعلى غرار المسرح الكلاسيكي الحديث، فإن مشاهد الدماء لا تظهر على خشبة المسرح، ويكتفى عادة بظهور السيف الذي قتلت الملكة به الملك ...كما تظهر بعد ذلك،  بقعة الدم على يديها رغم محاولتها للتخلص منها ولكنها كانت عالقة بيديها ...لتظل تعيش حالة هيستيرية حتى الموت!

وشملت البساطة في الديكور بقية مكونات السينوغرافيا، حيث ظلت الإضاءة على مستوى واحد، بينما امتاز الأداء بالخفة والتعبير الجسدي الرشيق الذي جعل العرض يتفاعل الجمهور معه. فيما جاءت المؤثرات الموسيقية بسيطة واعتمدت على الموسيقى الحية وعازف الطبل الذي ظل في الكواليس يتحكم في الإيقاع الموسيقي للعرض.

هكذا يتضح لنا أن المسرح في الصين ذات أصداء ممتدة، تراكمية في معظم تجاربها، حاولت أن تقترب من المسرح العالمي، ولكنها ظلت محفوفة بأصداء الثقافات ذات الأبعاد العصرية في  شرق آسيا، ويحظى هذا المسرح بشعبية جماهيرية صينية واسعة من قبل العامة والمهتمين على حد سواء.



No comments:

Post a Comment