Friday, June 24, 2011

قبل أن تقول لجنة التحكيم كلمتها

كتبت ـ هاجر محمد بوغانمي: أيام قليلة تفصلنا عن ختام مهرجان المسرح العُماني الثالث، في انتظار ما ستسفر عنه النتائج النهائية التي ستقررها لجنة التحكيم المكونة من خميس المسافر من السلطنة (رئيسا)، والأعضاء سامي عبد الحميد من العراق، وليد إخلاصي من سوريا، أسمهان توفيق من الكويت، وعبدالله الفارسي عضوا مقررا من السلطنة..
وقد تم إلى حدود أمس عرض أربعة أعمال مسرحية وهي "رجل بثياب امرأة" لفرقة أوبار و"المعلقون" لفرقة مزون و"أوراق مكشوفة" لفرقة صلالة و"مواء القطة" لفكر وفن.. ولمزيد تسليط الضوء على هذا الحدث من وجهة زاوية نقدية، طرحنا أسئلتنا على الناقدة الفنية عزة القصابي التي سجلت حضورها في هذه الدورة كمشاهدة متخصصة، وحول انطباعاتها عن العروض المسرحية المقدمة إلى الآن قالت عزة" هنالك تقارب في المستوى بين "رجل بثياب امرأة" و"المعلقون" و"أوراق مكشوفة" و"مواء القطة"، ومردّ هذا التقارب حسب رأيي الظروف التي أحاطت بالدورة الثالثة لمهرجان المسرح العماني، وهي ظروف تنظيمية بالأساس ومادية على درجة ثانية.. وأول الانطباعات التي تركت أثرا في نفسي قبل الرؤية النقدية أو القراءة الفنية للعروض هو مدى إصرار الفرق المسرحية الأهلية على تقديم عروضها، وكأنها تريد أن تبرهن عن حسن نواياها تجاه تظاهرة مسرحية وطنية آن لها أن تتجاوز خطوتها الأولى وتؤكد جدارتها على أرض الواقع" .. وتواصل القصابي قائلة "لاحظت تقاربا على مستوى التقنيات المستخدمة، والسينوغرافيا لكن قدرات الممثلين مازالت لم تظهر بعد وهو ما يجعل عملية اختيار أفضل ممثل صعبة مادام المهرجان لم يطو صفحة المسابقة الرئيسية بعد.. هنالك جمالية على مستوى النصوص والسينوغرافيا، وأعجبني تقيد بعض المؤلفين والمخرجين بالخصوصية الوطنية حيث برزت بعض الومضات المستمدة من البيئة العمانية مثل الأغاني الشعبية والقصص.. ثمة أيضا إسقاط للواقع في بعض المسرحيات مثل مسرحية "أوراق مكشوفة" التي تميزت بجرأة في الطرح".
فضاء اللعبة
وعن الفضاء الذي احتضن العروض المسرحية أشارت عزة إلى نقطة جدا مهمة في عملية تقييم العروض المسرحية ألا وهي حجم فضاء اللعب أو الفضاء الحركي
وهو الفضاء الذي يوجده الممثل من خلال حضوره وتحركاته على خشبة العرض، ومن خلال علاقته ببقية الممثلين، "هذا الفضاء (تقول عزة) لا أراه يصلح لإقامة مهرجان للمحترفين نظرا لصغر مساحته، إذ يصعب على الممثل أن يبدع في توزيع تنقلاته وحضوره في فضاء ضيق، بل يعطل حركته ويقيده إلى درجة يصبح فيها الممثل أحادي الزاوية أو المنطقة التي من المفترض أن تكون مفتوحة ومتعددة كي لا يشعر الجمهور بالملل والرتابة.. آخذ على سبيل الذكر لا الحصر مسرحية "رجل بثياب امرأة" لو كان الفضاء أكبر لكان العرض أفضل مما قدم ونفس الإشكال تكرر مع "المعلقون" لفرقة مزون.. إن ضيق الفضاء حرم الممثل (وأقصد هنا الممثل بالخبرة والممثل المبتدأ) من إبراز جسده".
وحول طريقة الأداء أوضحت القصابي أن طريقة الإلقاء لدى غالبية الممثلين بحاجة إلى التمرين والصقل.. واستدركت تقول "نتأمل خيرا من العروض القادمة فربما تكشف عن طاقات أجمل وأداء أفضل".
صالة العرض
من ناحية أخرى عرجت عزة القصابي على صالة العرض فقالت "لاحظت غيابا ملفتا لرواد المسرح العماني على غرار الفنانة فخرية خميس، وآخرين.. وفي المقابل سرّني تواجد أعضاء الفرق المسرحية في جميع العروض، وقد كشف ذلك عن روح التآزر والتكاتف بين المسرحيين فيما بينهم، وهو ما من شأنه أن يعطي دافعا معنويا قويا للمتسابقين في هذا العرس المسرحي الذي هو مناسبة للتلاقي والاحتكاك وتبادل الخبرات والاستمتاع بالعروض".

No comments:

Post a Comment