Friday, July 1, 2011

ندوة المسرح والديمقراطية: المسرح العماني يواجه تحديات عديدة

شاركت الناقدة عزة القصابي من سلطنة عمان في الندوة الفكرية (المسرح والديمقراطية) ، بمداخلة بعنوان” حرية التعبير بين الرفض والقبول في المسرح الخليجي (تجربة الفرق الأهلية للمسارح في سلطنة عمان نموذجا)، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته العاشرة في ابريل2008م .

وفي بداية مداخلتها قالت القصابي: إن الحديث عن المسرح وحرية التعبير، حديث جدلي، ممتد عبر العصور، وهو لازمة اقترنت بالإبداع الفكري والفني. لذا كان لابد من الاقتراب من هذا الموضوع الشائك بشىء من الحذر … خاصة وأن هذه الورقة تحاول دراسة “الديمقراطية” أو بشكل أدق استعراض حرية الرأي أو الفكر في المسرح الخليجي، بغية تلمس الأبعاد الرقابية عليه، ثم سنقوم بتضييق هذه الدائرة قليلا، لنسلط الضوء على المسرح في سلطنة عمان، من خلال قراءة واقع الفرق الأهلية، والوقوف عند مساحة الحرية المتاحة لها .
ويعني هذا باختصار أننا سنمضي في رحلة عبر محطات متقاربة، حتي نصل إلى رؤية بانورامية حول العلاقة بين الحريات الفكرية والمسرح. لذا سنحاول أولا: الالتفاف حول قضية حرية التعبير اصطلاحا وتاريخا، ومن ثم نحاول تلمس أبعاد الحرية في المسرح الخليجي في ظل المؤسسة الحكومية. ثانيا: سوف نتوقف عند تجربة المسرح العماني، لدراسة واقع التجربة المسرحية للفرق الأهلية للمسارح في عمان، لمحاولة التعرف إلى أي مدى نجحت هذه التجربة في تقديم عروض تتسم بالحرية والديمقراطية؟
وقبل أن نبحر في لج الحريات الفكرية وأصدائها على الابداع الفكري والمسرحي، سنطرح عددا من التساؤلات، وهى: ما المقصود بحرية التعبير؟ وهل حرية التعبير مصطلح حديث ظهر في عصرنا الحالي؟ وكيف نصنع مسرحا أو نشاطا ثقافيا ديمقراطيا في ظل الأنظمة الملكية؟ وما هو دور المسرح في انعاش حرية الرأي لدى المجتمع؟ وهل الحراك المسرحي الحر هو مؤشر صحي يدل على انتعاش حرية التعبير؟ وهل ما نطمح إليه في ظل الانتعاش الديمقراطي للمسرح هو الحرية المطلقة أم الحرية المسؤولة؟ واخيرا، هل كلما اخفقنا في تقديم أعمال إبداعية، تكون أزمة حرية التعبير هى الشماعة التي نعلق عليها أسباب عجزنا؟
وفي الختام قالت القصابي:
تعتبر الفنون بأشكالها المتعددة ضربا من الإبداع، والذي عادة ما يقترن بالحرية، لذا لابد من عقد مصالحة بين المصطلحين، لتقديم فن يتسم بالابداع والشفافية في آن واحد. ولقد تتفاوت معدلات الحرية في الوطن العربي عبر التاريخ، إلا أنه شهد رموزا أستطاعوا أن يتحفوا العالم بإبدعاتهم، ولم تكن قضية الحرية ذات بال، فروح المبدع، استطاعت أن تتجاوزها وتنجز الكثير والكثير!!


أما في وقعنا الخليجي بالرغم من حداثة التجربة الفنية والثقافية، إلا أننا شهدنا كوكبة رائدة من المثقفين والمفكرين والفنانين منذ مراحل مبكرة. الأمر الذي يدعونا إلى التفاؤل، بواقع هذه التجربة في ظل الأنظمة السياسية والثقافية. وأن كانت هناك تحديات قد يصفها البعض “بالأزمة” مثل (تقلص مساحة حرية التعبير- الضعف المادي- عدم استقرار الفنان- تغييب روح المجتمع الخليجي الحقيقية في الأعمال المسرحية المقدمة…) . إلا أننا – على الأقل- نستطيع أن ندرك بأن أزمة حرية التعبير، جاءت ضمنا مع بقية التحديات الأخرى، التي لا تغيب عن أي تجربة مسرحية أخرى.
أما بالنسبة للمسرح العماني، شأنه في ذلك شأن المسرح الخليجي، نظرا للتقارب الزماني من حيث النشأة والتكوين. وتشير الدراسات السابقة إلى أن المسرح العماني في بداياته شهد حراكا ضخما، استطاع أن يستميل المشاهد، رغم حداثة هذا الفن على الناس . وعندما ظهرت الفرق الأهلية للمسارح، ظن الكثيرون، بأنها ستحرك الساكن المسرحي، وستكون نبضه الذي يمكن أن يتواصل مع محبيه من خلال تقديم العروض المسرحية التي تتسم بالمرونة في استيعابها لقضايا المجتمع والتعبير عنه بشفافية مطلقة، تنم عن حرية الرأي حول الواقع الاجتماعي، مما سيكون له الأثر في إيجاد شباك تذاكر مسرحي دائم.

No comments:

Post a Comment