Saturday, July 9, 2011

كتاب رؤية في المسرح العماني

كثيرا ماسألني صحفيون وباحثون ومسرحيون عرب عن مراجع تعينهم على تلمس جذور الحركة المسرحية العمانية فأحار بماذا أجيب !!!؟


فلقد ظلت الحركة المسرحية العمانية بعيدة عن التدوين والأرشفة ومن هنا تأتي أهمية كتاب ( رؤية في المسرح العماني ) للناقدة عزة القصابي الذي صدر مؤخرا في مسقط عن وزارة التراث والثقافة ليسد هذا النقص وليصلح هذا الخلل .


وقد بذلت الكاتبة جهدا واضحا في توثيق النشاط المسرحي العماني منذ انطلاقته في أوائل السبعينيات الى أواخر عام 2004 -حيث ان محطة مهمة كمهرجان المسرح العماني الثاني لم يتسن للباحثة توثيقها لأنها كانت قد انتهت من انجاز كتابها - وقد استندت الباحثة والناقدة المسرحية عزة على مادة علمية ثرية ومراجع فنية عديدة لقاءاتها مع رواد هذه الحركة كونهم مايزالون بيننا , أمد الله في أعمارهم , ومتابعاتها المتواصلة للحركة المسرحية منذ التحاقها بدراسة النقد المسرحي من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس وتتلمذها على أيدي أساتذة أكفاء عمقوا بروحها الحس الجمالي في عالم المسرح , وقد دعّمت الكاتبة المعلومات الواردة في الكتاب بالصور الملونة للعديد من المسرحيات والفنانين الذين أسهموا في الحركة المسرحية
وقد ذكرت الكاتبة في المقدمة " أحاول أن أقف عند أعتاب المسرح العماني بشيء من الشفافية " مؤكدة " ان الغد القادم يفصح عن مشهد مسرحي جديد يجسد خلاصة التجربة المسرحية في عمان وآمال المسرحيين والنقاد الفنيين ويجعلنا هذا نفكر ماذا يجب أن يقدم المسرح لينسجم مع قضايانا وآمالنا ويقوم بدوره المطلوب وكيف يستطيع أن يجمع بين أقطاب اللعبة المسرحية "
ضم الكتاب بابين وقد حمل الباب الأول عنوان ( دراسة توثيقية عن الحركة المسرحية في السلطنة) واحتوى على عدة فصول مختلفة وهي (المسرح من المدرسة حتى الجامعة) وقدمت مبحثين اولهما النشاط المسرحي في المدارس والثاني المهرجانات المدرسية المسرحية منها مهرجان المسرح المدرسي الأول والثاني .

اما الفصل الثاني ( جامعة السلطان قابوس - إضاءة وقراءة توثيقية - نموذجية ) وقدمت خلالها إضاءات حول قسم الفنون المسرحية وجماعة المسرح بالجامعي والمهرجانات المسرحية إضافة للقراءات التحليلية لمسرحية (ثمن الحرية) و( الهشيم) .
وحمل الفصل الثالث عنوان ( وزارة التعليم العالي : جماعات المسرح والأسابيع الثقافية بكليات التربية ) وسلطت الكاتبة الضوء من خلاله على جماعات المسرح بكليات التربية والأسابيع الثقافية بكليات التربية الموجودة بالسلطنة.
اما الفصل الرابع ( الفرق المسرحية بين الواقع والمستقبل) فقد تركز حول الفرق الأهلية وقد أكدت الكاتبة على الدور المنتظر من هذه الفرق . وفي الفصل الخامس تناول الكتاب ( فرق مسارح الشباب ) وتناول فرق مسارح الشباب بمسقط والمحافظات والمناطق حيث رأت الكاتبة ان مرحلة مسرح الشباب تعد من المراحل الذهبية في عمر المسرح العماني الذي شب عن الطوق بعد ظهور مسرح الشباب محاولا الخروج بزي عصري يتناسب مع معطيات العصر الحديث .وحمل الفصل السادس عنوان ( الملتقيات المسرحية والمهرجانات ) وتناول العروض المسرحية في الملتقيات المسرحية بالسلطنة إضافة لمهرجان المسرح العماني الأول في دورته الأولى وإضاءة على المهرجان وقراءة تحليلية لعروض الفرق المسرحية في المهرجان.

اما الباب الثاني من الكتاب فضم ( دراسة تحليلية لنماذج من المسرح العماني ) وتناول في فصله الأول ( المسرح العماني التقليدي ) والذي تناولت الكاتبة من خلاله عدة مباحث منها القضايا والموضوعات والتي تحتوي على (البعد الإجتماعي والسياسي والتاريخي أو الشعبي والبعد الثقافي ) كما تناولت في المبحث الثاني الشخصيات منها الشخصية النمطية (العامل الآسيوي والبدوي المتحذلق والسائق المتسلط أو الفراش والأعمى ، والشايب) ، كذلك الشخصيات ذات الأبعاد النفسية وتم تقديم منها نماذج من مسرحية (كارلوس والحلاج) ، اما في المبحث الثالث فتناول جماليات العروض (السينوغرافيا) وتم تقديم نماذج من مسرحية (السهم وحمران العيون وكارلوس واللعبة الأخيرة وعرض الحلاج وعرض عين ما شافت عين ما لامت). اما المبحث الرابع فتناول الرؤية الإخراجية منها حرفية النص وحداثة الشكل

وفي الفصل الثاني في هذا الباب توقفت الكاتبة عند ( المسرح العماني الحديث) واحتوى على ثلاث مباحث أولها ( البحث ) ونماذج مسرحية من (مرثية وحش ، والجدار ، وأربع وعشرون ساعة ، والليلة الباردة ، ومقبرة الأحياء ، والحقيقة ، والعقدة فأي، والموطن ، والمشكاك ، ووداعا سيدي مكبث).

اما المبحث الثاني فقد قدم نماذج مسرحية من ( الجدار ، والحقيقة ، والمواطن ، ومرثية وحش ، وكلمات ، ومقبرة الأحياء ، والعقدة فاي ، ووداعا سيدي مكبث ) ، وفي المبحث الثالث قدمت جماليات العروض (السينوغرافيا) ونماذج أخرى من مسرحية ( كلمات ، والجدار ، والليلة الباردة ، والحقيقة ، والمواطن ع ، والعقدة فاي ، والمشكاك).

الكتاب جهد طيب لباحثة دؤوبة تخصصت في هذا المجال فهي حاصلة على ليسانس آداب (نقد مسرحي ) ولها العديد من الدراسات النقدية وحضور فاعل في الملتقيات والمهرجانات المسرحية والصحافة الفنية المحلية والخليجية وقد وثقت للحركة المسرحية العمانية وقدمت تحليلا للكثير من الظواهر الفنية وبذلك يعد أول كتاب عماني يؤرخ لهذا المسرح .

No comments:

Post a Comment